Articles

Affichage des articles du 2020

تأملات (الجزء الأول): كيف تقتل كاتبا

صفقة مع الشيطان: النسخة الأبدية من الوعي إن حالي و حال معظمنا مع العقل الواعي خاصتنا حال من كان له ظل حي ثمين عزيز على قلبه  يحميه من كل من تسول له نفسه أن يمثل له تهديدا و يتخلص ممن يتجرأ على مشاركته الهواء نفسه مخافة عليه من الاختناق دون أن يستطيع أن يدرك أنه إنما كان يخنق ظله هذا ببطء، فهو جلاده و قاتله و ليس لسواه يد في جرمه.  فقبل أن تصطدم أعيننا بأول شعاع ضوء و قبل أن تحرر الدنيا العامل البدئي لبدء حلقة صرخاتنا ، كان وعينا يعذب، يقص و يُقَولَب فترمى الشظايا التي خرجت عن القالب، ثم يتبرأ من ألوانه و يبيض لينصع بياضه  فيغدو فارغا، لقيطا، معدوم المضمون، أجوف الجوهر، ثم يأخذ من سجنه إلى معتقل يجري توسيعه من أجل أن يلائم مقاساتنا و تجري فيه الأشغال على قدم و ساق  لعله ينتهي قبيل أن نبدأ، فيقيد هنالك من أطرافه و ترسم عليه بالسكاكين أوامر الجلادين ثم تحرق الجروح لتخلد و تطلى بالأسود لتسود و تسيطر، ثم يُأتَى بأشلائه من مرماه بعد أن تكون قد لقيت صنوف العذاب و يخط عليه  بدمائه كل ما هو مخالف لما خط بالأسود لتحرق بعدها و هو ينظرها و يناظر ألمها الذي سرعان ما يخمد لي...

عن الذاكرة... الجحيم الذي سينقذنا

  ...الرصاصة الفضية للنظام العالمي الجديد لو كان للشيطان أن يطلب سلاحا لاختار الذاكرة و لو أذن للملائكة بجهاده لفعلوا بالذاكرة. هذا المفهوم الفضفاض المتنكر بين مفاتيح الجنة، مترصدا لأي أحمق قد يقرر الخوض في ثناياه ليفتح عليه صنابير الجحيم و يقيده بسلاسل الحيرة ثم يرمي به في بئر الشك محاطا بظلمة الترقب، وحيدا، يغرر به الأمل تارة و ينكل به الاحباط تارة أخرى،   فلا  يغدو إلا وسيلة تسلية لممثل خبيث مهووس بالتنقل بين دوري الشرطي الجيد و الشرطي الشرير أول مرة ساقني فيها حظي التعيس إلى متاهات هذا المفهوم كانت و أنا أحاول إيجاد أسباب منطقية و مقنعة تجعل من "السيطرة و استعباد العالم من قبل الذكاء الاصطناعي" أمرا مستحيل الحدوث أو- في أسوأ الأحوال- مستبعد الحدوث، متجاوزة بذلك حقيقة أن هذا الذكاء إنما هو صناعة البشر، و لا يمكن لمخلوق أن يجاوز خالقه في العلم مهما جاوزه في التأقلم مع طرق تطبيقه. و مع ذلك فربما كنت محقة بهذا التجاوز، ذلك أنه ما من وحش يبعث إلى الوجود إلا و كان صانعه أول أو آخر ضحاياه. فهذه الوحوش- بطبيعتها الخالية من الحياة الروحية- إما أن تستبيح الدمار متحججة بمقت...