Articles

Affichage des articles du avril, 2021

عن ماذا أتحدث عندما أتحدث عن الجحيم

  كانت ثلاثة أيام مريعة و ثالثها كان أسوأها و أقلها احتمالا.. كانت ثلاثة أيام هبت فيها رياح عاتية بدت لي و كأنها هربت من صحراء جرداء ثم ضلت طريقها فاهتدت إلى مدينتنا بنفس الطريقة التي اهتدى بها "كولومبوس" إلى الأمريكيتين و لكم كان خوفي عظيما من أن يفعل بنا ما فعل بالسكان الأصليين، و قد استفحل هذا التوجس و استبد خاصة بعد أن بعد أن اتخذت الرياح تلك موقف المتطرفين من حركة الكوكب الأخضر، إذ أخذت تجول الأرض ذهابا و إيابا تنظفها و تعيد ما فيها من قاذورات إلى حيث تنتمي، إلى جحور من رماها. و طبعا و لأنها كريمة بطبعها (الرياح) لم يفتها أن تجاملهم بكثير من الغبار المجاني مما أوجب غلق المنافذ عليها من أبواب و نوافذ لتستحيل بيوتنا إلى نسخة مقلدة من أنفاق معتقل غوانتايامو.   كانت ثلاثة أيام مريعة و ثالثها كان أسوأها.. ها هي ذي الأحوال تتغير من جديد، أحوال الرياح على الأقل، يبدو أنها قد فرغت من تنظيف الأرض و استَحَت أن تبقى كسولة عاطلة عن العمل فهرعت إلى الجحيم تهدف تنظيفه كذلك و لعلها جعلت له مخارج تهوية أيضا على الأرض و إلا فماذا كانت تلك الرياح الساخنة التي تلفحك حالما تخرج من جحرك،...

قيل إن للسماء جلاد...

إنه لمن العار أن تموت و لم يحدث أن ألقيت يوما بالا لغروب الشمس، و إنه لمن الخزي أن تسأل عن الشمس لحظة غروبها فلا تجد ما تتفوه به عنها اللهم أنها قرص أحمر يتخذ البحر مرقدا و ملجأ كل مساء. و إني لأتساءل لو كانت الشمس تلك تكرمنا قبيل انتحارها اليومي ببعض من المعادن النفسية أكان الناس ليغفلوا عنها بهذه الطريقة. و بعد تفكير دام بضع أجزاء من الثانية، أيقنت أنهم قطعا سيفعلون. و ربما أكرموها ببعض من الانتباه من حين لآخر و بجلوا لحظة غروبها تلك من يوم ليوم لكنهم قطعا لن يداوموا على ذلك التبجيل، فهم يتوقعون أنها ستغرب مجددا في اليوم الموالي، و ستطرح على مسرحها السماوي نفس المخلفات بنفس طريقة أمسها. و كما تعلمون فإن الكثير من العروض إذا دامت و استمرت كان لها مصيران لا يعقل لها أن تحيد عنهما، فإما أن تضحي أولوية من أولويات الحياة اليومية و إما أن تمسي حادثا عرضيا مع كل تكرار يضحي وجوده من عدمه سواء، و لا يتجاوز كونه مجرد علامة أخرى نستدل بها لكن لا نتأمل فيها. و الحقيقة أننا نكون في غفلة من أمرنا لو حسبنا أن الغروب لهو حدث يتكرر منذ الأزل و إلى الأبد. و نكون قطعا أقرب إلى البلاهة لو ظننا أن لوحة ا...