Articles

Affichage des articles du août, 2019

بين وهم الوجود و وهم الزمن

یؤثر الزمن أكثر من أي شيء آخر على الوجود عامة و على البشر و الإنسان خاصة، فالزمن مؤطر للوجود، فلا وجود خارج إطار الزمن. و في المنحى المعاكس فإن الوجود أیضا مؤطر للزمن و بالتالي فانعدام الوجود یعني انعدام الزمن، فالزمن لا یقیس وجود العدم او انعدام الوجود. و إنما یقیس الوجود اي انه لا یمكننا الحدیث عن زمن خارج الوجود أو عن وجود خارج الزمن. إن العلاقة بین الوجود و الزمن علاقة جد معقدة تجعلنا نتسآل عن ماھیة الزمن. فكما ھو واضح فإن وجود الوجود یقتضي وجوده داخل الزمن و وجود الزمن یقتضي وجوده داخل الوجود، و بھذا یكون التساؤل عن حقیقة الزمن ضرورة و ستقتضي منا الحاجة طرح اسئلة كثیرة من قبیل : ما الزمن؟ و كیف وجد؟ و ما علاقة الوجود بالزمن؟ ھل الوجود أصل الزمن أم أن الزمن أصل الوجود؟ ھل یمكن حقا أن یظھر الوجود و الزمن فجأة من العدم ؟ العدم سيد الأوهام لا أدري كیف لعقل بشري أن یتصور العدم، و لأكون صریحة أنا لا أستطیع فعلیا تصور العدم ، فكلما أحاول تصوره أجد أني أتصور وجودا قائما بحد ذاته، فعندما أتصوره فراغا أسودا عمیقا فإني أتصور موجودا و عندما أتصوره فضاء شفافا خالیا فذاك أیضا موجود. إ...

لحظات بين أحضان الموت : أنت لست أنت

   اللحظة الثانية: أنت لست أنت # أنت ضائع ھنا ، و أنا أناجي الموت ، وجدتك أمامي ، مخترقا لجميع العوالم لكنك لا ترى شيئا منھا و لا تحصل منھا على شيء ، یا للأسف فلنتوقف عندك لجزء من الثانية، ھل أنت حي ... ھل أنت ميت... أنت لا تختلف في أي شيء عن الأشباح، فأنت مزعج بقدرهم و عاجز بنفس القدر أيضا، أنت لست حيا... أنت فقط موجود... أنت لست  مختلفا عن أسوء شياطينك... أنت مجرم بعيدا جدا عنك، في منطقة لم يكن فیھا البحث عن نفسك خيارا، حوصرت وسط كومة من الدمار، دمار تسلل إلى أعماق روحك و عقلك، ظلام أصبح یعیش فیك و أنت اعتدت على تقبله و التعايش معه، ظلام تظن أنك لم تشارك في إنتاجه و تدعي أنك لا تعلم شیئا عن مصدره، ظلام تدعي أنه فرض علیك، ظلام أوھمك أنه الجلاد و أنك الضحية ، تبدو الأمور تراجيدية جدا عندما نراها من ھذه الزاوية، بجعلك الأمر تبدو بريئا جدا، و ھذا يعجبك، أنت تحب ھذا الوھم لأنه الوحید الذي بإمكانه إنقاذك من عذاب الضمير و لو للحظات، حسنا، دعنا إذا ننظر إلى الأمر من زاوية مختلفة قليلا . ھا أنت ذا مجددا، وسط الظلام مجددا، ظلام شھدت تكونه و نموه لحظة بلحظة، ظلام بدأ ب...

لحظات بين أحضان الموت : عودة الألم الأعظم

       اللحظة الأولى: عودة الألم الأعظم   # من قال أننا بشر ؟؟؟ .... أنا اعترض .... نحن لسنا كذلك... آلاف الجثث المتحللة المتعفنة تملأ المكان، و تعبق الأجواء برائحتها المميزة، تلك المنازل المدمرة أنصافها، تلك الكتب المتناثرة، الأیدي التي تمتد من تحت تلك الأنقاض، الأنفاس المتسارعة، تلك الثواني التي تفصل الحیاة عن الموت، تلك اللحظات التي يقابل فیھا طفل قنبلة بابتسامة عریضة، تلك الحیاة التي تغدو فیھا الحیاة أمنية و حلما، تلك الأنفس التي تنادي الموت فاتحة أذرعها، مھللة، مستقبلة، لیس لأنھا سئمت الحیاة- لا، أبدا-إنما لأنھا سئمت الموت ذاته، الموت مرات و مرات، فأصبحت تنادیه، أصبحت تطلبه لمرة واحدة و إلى لأبد، لا أدري كيف أمكنكم التساؤل عن نھایة العالم، و عن الكیفیة التي سیتم بھا الأمر، بل إني لا أفھم ما الذي جعلكم تظنون أن العالم فعلیا مازال قائما، أحیانا أتساءل أھو كذلك فعلا... كیف نثبت ذلك... كیف نثبت أننا ندیر عالما في الوقت الذي نعجز فيه عن إثبات بشریتنا التي نعتبرها حقيقة مطلقة، بسيطة و بديهية... ألیس الأمر مضحكا، نوع من الكومیدیا التراجیدیة، أم ...