لحظات بين أحضان الموت : أنت لست أنت
اللحظة الثانية: أنت لست أنت #
أنت ضائع ھنا ، و أنا
أناجي الموت ، وجدتك أمامي ، مخترقا لجميع العوالم لكنك لا ترى شيئا منھا و لا
تحصل منھا على شيء ، یا للأسف
فلنتوقف عندك لجزء من الثانية، ھل أنت حي
... ھل أنت ميت... أنت لا تختلف في أي شيء عن الأشباح، فأنت مزعج بقدرهم و عاجز
بنفس القدر أيضا، أنت لست حيا... أنت فقط موجود... أنت لست مختلفا عن أسوء
شياطينك... أنت مجرم
بعيدا جدا عنك، في منطقة لم يكن فیھا البحث
عن نفسك خيارا، حوصرت وسط كومة من الدمار، دمار تسلل إلى أعماق روحك و عقلك، ظلام
أصبح یعیش فیك و أنت اعتدت على تقبله و التعايش معه، ظلام تظن أنك لم تشارك في
إنتاجه و تدعي أنك لا تعلم شیئا عن مصدره، ظلام تدعي أنه فرض علیك، ظلام أوھمك أنه
الجلاد و أنك الضحية ، تبدو الأمور تراجيدية جدا عندما نراها من ھذه الزاوية، بجعلك
الأمر تبدو بريئا جدا، و ھذا يعجبك، أنت تحب ھذا الوھم لأنه الوحید الذي بإمكانه
إنقاذك من عذاب الضمير و لو للحظات، حسنا، دعنا إذا ننظر إلى الأمر من زاوية
مختلفة قليلا .
ھا أنت ذا مجددا، وسط الظلام مجددا، ظلام
شھدت تكونه و نموه لحظة بلحظة، ظلام بدأ بنقطة مظلمة واحدة بعيدة جدا عنك و لكن
قریبة منك بما یكفي لتلحظ وجودھا، ظلام رأیته في أكثر لحظاته ضعفا و شھدت أكثر
لحظاته قوة، ظلام لم تكترث له عندما بدأ بالتشكل فقط لأنه لم یكن في تماس معك،
ظلام لم تحاول الوقوف في وجھه عندما بدأ بالنمو فقط لأنك جبان، لأنك تنتظر غيرك ليقوموا
بالخطوة الأولى دائما، ظلام توسلت أن يزول و یرحل عندما أصبح أكثر عظمة و جبروتا،
ثم اعتدت على وجوده بعد ذلك، ظلام كل ما یھمك ھو النجاة منه، ظلام ربما تتحالف معه
ذات يوم خشیة أن یبتلعك، أو ربما لأنك أنت أیضا تأمل أن تتحول ظلاما في یوم من
الأیام، أرى أنك فقدت وھم البراءة ھنا، فأنت لم تعد ضحیة و الظلام جلادا بل صرت
أنت الجلاد و الظلام سلاحك، سلاح شھدت كوارثه بأم عینیك و لم تكن جریئا بما یكفي
لتقف في وجھه ...
Commentaires
Enregistrer un commentaire