مذكرات كاتب يجتر الموت: آخر ملوك السماء
ليلة ظلماء، النجوم فيها عشوائية غريبة عن بعضها البعض، متنافرة لا يألف أحدها
الآخر.. لي في السماء شريك تخلى عني للموت و هرع ينجو بنفسه و يخفيها بين الظلال،
ينتزع من جسده أجزاء تلو الأخرى و في عهدة النجوم يتركها إلى أن تحول إلى منجل
يجوب حقول الفضاء بعد أن كان يوما شمس الليل و نور ممالكه. و من زجاج نافذتي
أتأمله يتحول إلى سلاح مطارده.
أشفق على النجوم المسكينة، تلك التي كانت يوما متحدة
تكون لنفسها في السماء قلاعا و أبراجا، إلى أن استجار بها ساحر غريب كانوا لا
يلمحونه إلا على بعد سنوات ضوئية، لجأ إليهم فخورا ببهائه متباهيا بضيائه، ذاك
(الضياء) الذي راجاهم أن يتخذوا بعضا منه أمانة إلى حين، و لما كانوا شديدي
الافتتان به استعجلوا الموافقة بل استحسنوها و اتخذوها شرفا لهم.
"الفتنة أشد من القتل"، فكل حجر في رواق الفتنة يمهد الطريق لعربة الغرور و الوحشية و يفسح المجال أمام سيارات الموت البطيئة. و من المؤسف أن تكون مخلوقات على قدر من العظمة كالنجوم تترأس لائحة المفتونين البلهاء، من المحزن أن ترى أمانتهم تلك تسرب ظلام روحها إلى جدران قلاعهم لتحيلها ترابا يهيم في الفراغ و تحيل أبراجهم أطلالا.
Commentaires
Enregistrer un commentaire