مذكرات كاتب بجتر الموت: كأس المصير
إني أستطيع أن أرى الكوارث و الفجائع تندفع مسرعة متسارعة من بوابات مفتوحة
على مصارعها. و إني أحسب أن صاحب أمثولة "المصائب لا تأتي فرادى" رأى
منها ما رأيت.
و إني أحسب أن مفاتيح تلك البوابات كؤوس رميت عبثا في
سبل مصائر البشر، يتجرعها عابث واهم فيحسب أنه بذلك فائز بما توهم عقله و تمنت
عيناه و لا يدري أنه بفعلته هذه فتح بابا من أبواب الهلاك على نفسه و على غيره ممن
ألقى بهم منجنيق القدر في دربه. و هكذا فقد كان حقا على المصائب ألا تأتي فرادى.
كيف تأتي فرادى و قد فتحت لها بوابات الحرية بعدما كانت سجينة جدران اللاوعي البشري،
كيف تأتي فرادى و قد مات سجانها، ذاك الذي كان يحول بينها و بيننا و ظلت جثته كما
روحه حبيسة زنازين سجنه و أسواره.
Commentaires
Enregistrer un commentaire