مذكرات كاتب يجتر الموت: الغريب في الأفق البعيد
أيها الغريب في الأفق البعيد، إنها الأيام تمر علي جوفاء كأنها دهور، إنها
الساعات خناجر فضية تتطاير و تغتال ذرات الهواء من حولي..
أيها الغريب في الأفق البعيد، إنني أتأمل الأماكن فلا
ألمح فيها غير انعكاسي و أتفقد الأزمان فلا أجد فيها إلا أشباحي المقيدة.
إني ألمح رفاقك أينما وليت وجهي، أراهم يعرهون إلى بعضهم
البعض، أراهم يحوطونني بنظرات الخيبة و الغضب.
أيها الغريب، إننا على عهدنا باقون و إننا لم نكف يوما عن عد الثواني و الساعات أملا في لقياك. أيها العظيم، إننا زينتك بنا تتباهى و بك نلمع و نبرز، و إننا دونك مصابيح مهملة نسي أحدهم إطفاءها فحكم عليها بالاحتراق حد الموت. رهائن الفراغ المظلم نحن، يحوطنا تدريجيا و لا نملك من القوة و الحيلة غير كثرة عددنا و إننا نخشى أن يتمكن من الانفراد بنا فتضيع صرخاتنا الصامتة في ثناياه..
Commentaires
Enregistrer un commentaire