مذكرات كاتب بجتر الموت: عندما يعبث بالموت العقلاء
مامن عاقل تسول له نفسه أن يعترض طريق الموت أو يعبث ببقاياه، هكذا كانت
الغريزة الأولية للبشر و على هذا المبدأ عاشوا دهورا ليست باليسيرة. و جهلك به لا
يحميك من عواقب خرقه.
سمعت عن مكان يعبأ فيه البلهاء ممن دلسوا ممتلكات الموت
داخل علب اسمنتية بأقفال من صلب و حديد، و سمعت أن بعضهم قد يقدم للموت ترضية و
إكراما.. لا أدري إن كانت هذه أساطير الأولين أم أنها حكايات من التاريخ تيتمت
قسرا من كتبها و مخطوطاتها و لم تجد من يتبناها إلا ألسنة البشر، يسلمها بعضهم
لبعض بعد أن يقضم منها ما يشاء.
لا أرى أمامي إلا جثثا شاحبة، مزركشة بأوشام سوداء حفرت
بيد مترددة لتملأ بظلمات الليل و تصقل بنيران الجحيم.
لا أرى أمامي إلا الموت متجسدا، يحدق بي ثابتا مصرا. مشلول أنا، أندفع لالتقاط قلمي -علني أضع لهذه المهزلة حلا يرضي هذا الشبح القاتم ثقيل الظل أو على الأقل يطرده بعيدا- فلا القلم يطاوعني و لا الأوراق ترضى الخضوع.. مشلول أنا، كل خط و كل حرف -ينتوي عقلي رسمه- يتجمد في حلقي و يشل حلقات تفكيري، محاصر أنا كعنقاء على وشك الاحتراق في أعماق المحيط.
Commentaires
Enregistrer un commentaire