مجرد يوم آخر
أحيانا أجلس ساكنا محدقا في الخشبة لكنني مغيب عن الأداء و لا أرى غير الستار بلونه الأحمر الغاضب، أراه على شقيه يقف هادئا ساكنا، صامدا لا تجرؤ حتى نسمات الهواء القليلة -المتسربة من الحفر على الجدران على تحريكه- على تحريكه.. أتأمله و أرى في سكونه عتاب كل شق للشق الآخر و عقابا له بالاستسلام. يؤلمني أن أعرف أن هذا الخيار ربما يرحمه من الصور المتلاحقة المتسارعة على الخشبة لكنه لن يعفيه من الأصوات التي لن يستطيع في حال من الأحوال إسكاتها و سيقف مواجها له عاجزا أبد الدهر عن تجاهلها. و إن نجى من فن الصورة فأي معجزة سيحتاج لينجو من علم الطاقة. كيف عساه ينجو من تلك الطاقات الانفعالية المتحررة من الأرض الخشبية و التي تعكسها الجدران معيدة إياها إلى قلب المصدر حيث تحترق لتعود أقوى و أسرع. كيف عساه لا يتمزق إلى تسعة و تسعين جزءا بعد ان تمر هذه الطاقات و تخترقه كرصاصة طائشة. كيف عشاه شقه لا يخون رفيقه و يتوزع شظايا تتقاذفها الرياح. كيف له أن يتمالك نفسه عن مناجاة الأغبرة و العناكب. هل يكون صموده لنفسه أم لحبيبه و رفيق دربه، أم أن حبه للبقاء يفوق عبثية وجوده و غموض دوره. هل عساه يرضى بالوجود فق...