لحظة
أوراق الشجر التي تلاقي الأرض أول مرة ...براعم الأزهار التي تتمايل احتفالا بهبات الشمس و ترقص على ايقاعات الرياح ، ثم تنحني احتراما و إجلالا لأنغام الأمطار...حبوب القمح الذهبية تفترش الأرض الخصبة و تلمع بإغراء يتفوق على إغراءات كنوز المدينة الفاضلة مجتمعة، و كأنها (حبوب القمح) تناجي الطيور متوسلة أن تلتقطها...العصافير بأجسامها الصغيرة مغردة على الأغصان بألحان ما كانت الأرض لتطلب مكافأة أثمن منها، بل ما كانت لتستطيع ذلك من الأساس...هدوء الفراشات و سكونها و هي تتأمل الوجود على زجاج نافذة غرفتي....طمأنينتها العظيمة، ذلك السلام العميق و ذلك التمسك و التشبث المستميت بمكان محدد من زجاج نافذتي، أمور تغريني بالتمني.....أتمنى....أتمنى لو أنني أرى ما تراه، فلا شك أنه أمر يستحق المشاهدة، و ربما يستحق أيضا كل الاحتفالات الاستثنائية التي تليه حول مصباح غرفتي تلك ....تلك الطقوس الغريبة ، المبهجة، و كأنها تقبل النور المجرد .... و كأنها تلامس روحها و تتلمسها.....محظوظة هي هذه الفراشات ....جنود الظلام التي تلامس النور دون أن يخفيها أو يموهها....عظيمة هي الفراشات ....ناشرة البهجة و الفرحة ،...