Articles

Affichage des articles du mai, 2019

لحظة

أوراق الشجر التي تلاقي الأرض أول مرة ...براعم الأزهار التي تتمايل احتفالا بهبات الشمس و ترقص على ايقاعات الرياح ، ثم تنحني احتراما و إجلالا لأنغام الأمطار...حبوب القمح الذهبية تفترش الأرض الخصبة و تلمع بإغراء يتفوق على إغراءات كنوز المدينة الفاضلة مجتمعة، و كأنها (حبوب القمح) تناجي الطيور متوسلة أن تلتقطها...العصافير بأجسامها الصغيرة مغردة على الأغصان بألحان ما كانت الأرض لتطلب مكافأة أثمن منها، بل ما كانت لتستطيع ذلك من الأساس...هدوء الفراشات و سكونها و هي تتأمل الوجود على زجاج نافذة غرفتي....طمأنينتها العظيمة، ذلك السلام العميق  و ذلك التمسك و التشبث المستميت بمكان محدد من زجاج نافذتي، أمور تغريني بالتمني.....أتمنى....أتمنى لو أنني أرى ما تراه، فلا شك أنه أمر يستحق المشاهدة، و ربما يستحق أيضا كل الاحتفالات الاستثنائية التي تليه حول مصباح غرفتي تلك ....تلك الطقوس الغريبة ، المبهجة، و كأنها تقبل النور المجرد .... و كأنها تلامس روحها و تتلمسها.....محظوظة هي هذه الفراشات ....جنود الظلام التي تلامس النور دون أن يخفيها أو يموهها....عظيمة هي الفراشات ....ناشرة البهجة و الفرحة ،...

نظرة إلى الشعلة : بين بداية النهاية و نهاية البداية

لا يمكنني الانتصار في حرب الحياة ...لا أحد يمكنه ذلك، و لكن المصيبة الأدهى أنني لا أستطيع الارتقاء في سلم المعارك، معظمنا يفعل ذلك ، معظمنا يستطيع، لكن الأمور مختلفة بالنسبة لي ، أنا لا أستطيع أن أخوض معركة خاسرة في حرب دون معنى أو هدف...أعجر عن خداع نفسي ، أعجز عن العيش كبيدق آخر في رقعة نخبة عظماء الحرب، أن أكون مجرد ترفيه رخيص لهم ، فريسة جالسة تنتظر تلقي سهم ذهبي في قلبها، فأر يحاول التسلق لأعلى فقط لأنهم يسمحون له بذلك ...أنا أعجز عن مسايرة كل هذا و لست نادمة أبدا على ذلك...لكنني في المقابل و مهما حاولت أعجز عن البقاء خارج ساحة الحدث، و دائما ما أجد نفسي وسط النيران دون سابق إنذار ،إذ أعجز عن تجاهل كل محاولاتهم البائسة و لا أستطيع البقاء مكتوفة الأيدي و أراقبهم يحاولون حل أحجية غير موجودة و يبحثون في الأمكنة و الأزمان على حل للغز هم إجابته ....لا أستطيع أن أمشي مع التيار و لا أن أبقى خارج دائرته و لا السير عكسه، و لذلك قررت اختيار مسار آخر...مساري الخاص، فأنا أدرك أن قوانين اللعبة لن تتغير أبدا ، فمحركو الدمى لا يريدون تغييرها ، و البيادق تخشى تغيرها...لذلك اخترت إنهاء اللعبة...

نظرة إلى الشعلة : العبث

الحياة حرب  عظيمة، باردة، قاسية و قارسة، إنها حلقة لا نهائية من الطعنات المتتالية متبوعة بسلسلة من أوهام الشفاء، إنها حرب قوة فرض على كل مخلوق منا التدخل فيها و أجبرنا جميعا على أن نكون طرفا فيها، بل الطرف الأضعف فيها، الطرف الذي يبلغ نهاية النهاية، الطرف الذي يتبين قدميه تترنحان على الحافة ، ليعود و بشكل غير مفهوم أبدا إلى البداية ، إلى بداية معركة جديدة و مختلفة كل الاختلاف عن سابقاتها. نحن أكثر طرف يناله الأذى من هذه الحرب، بل لعلنا الطرف الوحيد المتأذي منها ، الطرف الذي حكم عليه أم يحارب من القاع دون أن يمنح الوقت لتبين ما يحاربه أو من يحاربه،  الطرف الوحيد الذي يحارب من أعماق المحيط ليس اتقاء للغرق ، و إنما أملا في الارتقاء و ليس إلى السلم - لا ،أبدا-إنما إلى معارك أقل ضررا , ففي النهاية نحن نعلم أن الحرب لن تتوقف أبدا ، و نعلم أننا لن ننتصر أبدا، لكننا نأمل أن نحارب من قاعدة أعلى ذات يوم ، و هذا أمر يصعب تحقيقه عندما نستمر في تجاهل حقيقة أننا لا نستطيع إلا الدفاع المستميت و أحيانا الانتحاري و لا وسيلة لنا غيره ، بل و الأدهى من هذا أننا نفقد الذاكرة بعد كل معركة، فننسى أ...

خرافة الموضوعية : نظرة من أعلى

من المستحيل أن يكون الإنسان موضوعيا، فالموضوعية أمر دمرته النسبية و أفنته، إلا بعض الأنقاض و الرواسب التي لا تزال عالقة في أذهان البشر حتى يومنا هذا. فالأمر و بكل بساطة أن كل نظرية أو فكرة لابد لها أن تقوم في جزء من أجزائها على الملاحظة ، و في كل لحظات من لحظات الاستنباط و الحساب لابد من استحضار الملاحظة الأولية، فالاستنباط مهما بدا ذهنيا أو حسابيا بعيدا عن الملموس إلا أنه يبقى استنباطا من شيء ما ، و هذا الشيء لا يمكن أن يكون عدما أو خيالا خالصا، و حتى لو افترضنا أنه خيال، فإن أسسه (و التي هي أسس الخيال عامة) تقوم أيضا على جزء مما يمكن أن نسميه بحقائق العالم الواقعي، و بناء على هذا فإنني عندما أقول أنني أرى الأمر من منظور معين و أبني أسسي نتائجي باعتماد المنظور الذي رأيته، بينما يمكن أن يرى شخص آخر نفس الأمر من منظور مختلف تماما ، و سواء أكنت قادرة على رؤية المنظورين معا أو على رؤية أحدهما فقط و الذي هو منظوري فإن أقصى ما يمكن أن أفعله للاقتراب من وهم الموضوعية ذاك و مقاييسه هو  تقبل وجهة نظر الأخر مادام قادرا على صياغتها بطريقة منطقية محترمة أسس المنطق السليم ، أما في ما يخص الثو...