نظرة إلى الشعلة : بين بداية النهاية و نهاية البداية

لا يمكنني الانتصار في حرب الحياة ...لا أحد يمكنه ذلك، و لكن المصيبة الأدهى أنني لا أستطيع الارتقاء في سلم المعارك، معظمنا يفعل ذلك ، معظمنا يستطيع، لكن الأمور مختلفة بالنسبة لي ، أنا لا أستطيع أن أخوض معركة خاسرة في حرب دون معنى أو هدف...أعجر عن خداع نفسي ، أعجز عن العيش كبيدق آخر في رقعة نخبة عظماء الحرب، أن أكون مجرد ترفيه رخيص لهم ، فريسة جالسة تنتظر تلقي سهم ذهبي في قلبها، فأر يحاول التسلق لأعلى فقط لأنهم يسمحون له بذلك ...أنا أعجز عن مسايرة كل هذا و لست نادمة أبدا على ذلك...لكنني في المقابل و مهما حاولت أعجز عن البقاء خارج ساحة الحدث، و دائما ما أجد نفسي وسط النيران دون سابق إنذار ،إذ أعجز عن تجاهل كل محاولاتهم البائسة و لا أستطيع البقاء مكتوفة الأيدي و أراقبهم يحاولون حل أحجية غير موجودة و يبحثون في الأمكنة و الأزمان على حل للغز هم إجابته ....لا أستطيع أن أمشي مع التيار و لا أن أبقى خارج دائرته و لا السير عكسه، و لذلك قررت اختيار مسار آخر...مساري الخاص، فأنا أدرك أن قوانين اللعبة لن تتغير أبدا ، فمحركو الدمى لا يريدون تغييرها ، و البيادق تخشى تغيرها...لذلك اخترت إنهاء اللعبة...أخترت أن أكون النهاية التي تستحقها هذه المسرحية الساخرة، النهاية التراجيدية الكوميدية لهذه القطعة الكوميدية التراجيدية ....اخترت أن أتخلى ، ليس فقط عن معركة أو عن معارك ، بل عن الحرب بأكملها ...


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

مراجعة رواية "الفيل الأزرق" للروائي المصري "أحمد مراد".

مذكرات كاتب بجتر الموت: عندما يعبث بالموت العقلاء

مذكرات كاتب يجتر الموت: آخر ملوك السماء